هرمون الحب هو الذى يربط بين الأم وطفلها حتى قبل ان يرى النور ، هذه حقيقة اثبتتها دراسات علمية حديثة ن فقد كشف العلماء ان ضغط الجنين على عنق الرحم فى نهاية فترة الحمل ، وإرضاع الوليد يعطى اشارات لمخ الأم تنتهى باندفاع هرمون الاوكسيتوسين .
تشرح هذه الدراسة دكتورة غادة سيد عبد المقصود استشارى الاطفال وحديثى الولادة مؤكدة ان هرمون الأوكسيتوسين يفرز من غدة صغيرة بحجم حبة اللوز تسمى الغدة النخامية الخلفية بالمخ بكميات كبيرة عند ضغط الجنين على عنق الرحم فى نهاية فترة الحمل مما يساعد على انقاض الرحم لتيسير ولادة الطفل وهذا يساعد المرأة على التبكير باسترداد رشاقتها ووزنها لما كان عليه قبل الحمل .
ويتدفق هذا الهرمون المسمى بهرمون الحب والثقة عند رضاعة الطفل لثدى امه حيث تنقبض الخلايا المحيطة بالغدد اللبنية فتسبب تدفق الحليب من ثدى الأم مما يقوى الرابطة العاطفية بين الأم والطفل بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية بملامسة الطفل واحتضان الأم له مما يشعره بالحب والأمان ويقلل الشعور بالإجهاد للاثنين معا وبالتالى يتمتعا سويا بنوم هادئ بعد كل رضاعة .
ومن ناحية اخرى كشفت الدراسات أن الأوكسيتوسين له دو مهم فى السلوكيات الاجتماعية للانسان على مدى عمره ولهذا السبب يشار اليه احيانا بأسم هرمون الدلال أو هرمون الارتباط لأنه يزداد عندما نشعر بالمحبة ، ومن ثم الشعور بالثقة والمودة والاسترخاء ن ويساعد على تعزيز العلاقة بين الزوج والزوجة والمساعدة فى الحفاظ على الاستقرار الأسرى ن ويزيد افرازه ايضا عند مشاركة افراد الاسرة الواحدة او مجموعة من الاصدقاء الطعام مما يشعرهم بالالفة والعادة ويقلل الشعور بالخجل أو الخوف والقلق والتوتر .
وتوصى منظمة الصحة العالمية ( اليونيسيف ) بالبداية المبكرة بالرضاعة الطبيعية فور الولادة ولمدة ستة اشهر دون ادخال اى اغذية اخرى ثم الاستمرار فى الرضاعة حتى نهاية العام الثانى .
وتؤكد د . غادة ان حليب الم هو الغذاء الامثل للطفل الرضيع وخاصة فى الأشهر الأولى من عمره ، ولهذا يجب تشجيع كل الأمهات على الرضاعة الطبيعية لما لها من أهمية وفوائد لا تقارن بأى حليب اخر .
فهو حليب جاهز دوما وبالحرارة والكمية والمكونات المناسبة كما انه لايحتاج وقت لتحضيره ، فهو يتدفق بمجرض وضع الطفل على ثدى الأم هذا بالاضافة الى انه دائما طازج ونظيف وسهل الهضم وخال من اى ملوثات جرثومية مما يجعل الاطفال الذين يرضعون من حليب امهاتهم اقل عرضة للالتهابات المعوية والتنفسية وتسمم الدم ، كما انه لايسبب الحساسية للرضع على عكس الألبان الصناعية الاخرى ، والثابت علميا ان الرضاعة الطبيعية تخفض نسب اصابة الاطفال بالاسهال ، والنزيف المعوى ، والقئ ، والمغص ، والاكزيما ، ومع التقدم فى العمر يقل تعرض هؤلاء الأطفال للإصابة بالسمنة مقارنة بالذين رضعوا صناعيا ويتمتعون بأعلى المعدلات فى اختبارات الذكاء مع ملاحظة التفوق الواضح فى مادة الرياضيات ...
الأهرام .